في هذه القصة، سأشارك معكم حلمًا غريبًا رأيته، حلم قد يكون نافذة على عالم آخر وليس مجرد خيال. كيف يمكن أن تكون الأحلام في بعض الأحيان بمثابة رسالة من عالم غير مرئي وتواصل مع مخلوقات غير بشرية؟
بداية الحلم الغريب
في ليلة هادئة، عندما كانت السماء ترتدي ثوبها المزدان بالنجوم، وجدت نفسي فجأة في مكان لم تره عيناي من قبل، وكأنه جزء من عالم آخر. كنت أقف أمام جبل شاهق يعانق السحاب، وعلى الجانب الآخر يمتد بحر واسع، تندفع أمواجه بجنون وكأنها تحكي أسرارًا قديمة للعالم.
الانفتاح على عالم سري
لم أر نفسي أصعد الجبل كأني فجأة وجدت نفسي هناك، رائحة الصخور عتيقة كأنها منبعثة من كتب التاريخ المليئة بالتراب والرطوبة. كنت أستطيع سماع همسات الريح تحمل رسائل لا أفهمها. ثم أنا في بيت صغير منحوت في الجبل، يبدو وكأنه جزء من الطبيعة، لم يمسه الزمان.
اقتربت من البيت وولجته كأني أعرفه من زمان، ودخلته دون تحفظ، دفعت بابه الخشبي القديم الذي أصدر صريرًا خافتًا. في الداخل، كان المكان بسيطًا لكنه ينبض بالدفء. تدخل مباشرة في بهو صغير، وأمامي المطبخ المتواضع. كانت هناك لمسات شخصية في كل زاوية، من أكواب الطين المصنوعة يدويًا إلى الأقمشة المطرزة بدقة. لكن ما لفت انتباهي حقًا كان نافذة زجاجية كبيرة تمتد على طول الحائط، يتوسطها باب زجاجي. شعرت وكأنها بوابة إلى عالم آخر.
“إذا كنت مهتمًا بمزيد من الرؤى الغرائبية، اقرأ قصتي عن [حلم غريب في فيلا فاخرة: جريمة قتل مرعبة].”
تقدمت نحو الباب الزجاجي وفتحته بحذر، لأجد نفسي أمام مشهد يخطف الأنفاس. البحر تحت الجبل كان متلاطم الأمواج، تضرب مياهه الصخور بسخاء. رائحة الملح والهواء البارد ملأت رئتي، وشعرت وكأنني أقف على حدود الحلم والواقع. كل شيء بدا مثاليًا بشكل يصعب تصديقه. وقفت هناك لدقائق طويلة، مأخوذة بجمال المشهد.
عندما عدت إلى داخل البيت، استقبلني زوجان شابان بابتسامة مشرقة وكأنهما كانا ينتظران قدومي منذ زمن. كان الرجل مربوع القد، بعيون عميقة تعكس قوة وهدوءًا، بينما كانت المرأة ذات ملامح ناعمة وعينين تتلألآن بحماس. تقدمت المرأة نحوي وأمسكت بيدي بحرارة، وقالت بصوت مفعم بالفرح: “أخيرًا، لقد جئتِ!”
شعرت بالدهشة، لكن في نفس الوقت أحسست براحة غريبة. كأنني أعرفهما منذ زمن بعيد. قدما لي كوبًا من شاي الأعشاب، وبدأنا الحديث. أخبراني أنهما يعيشان هنا في هذا المكان السري منذ سنوات، بعيدًا عن أعين الناس. “هذا المكان يحمل طاقة خاصة،” قال الرجل. “إنه مخفي عن العيون.”
بينما كنا نتحدث، ظهر ثلاثة أطفال يلعبون في الخارج، ضحكاتهم تتردد كأنها موسيقى. قالت المرأة: “إنهم أطفالنا. نحن نحاول منحهم حياة بسيطة وسعيدة بعيدًا عن تعقيدات العالم.” ثم أضاف الرجل بنبرة جادة: “لا يجب أبدًا أن تخبري أحدًا عن هذا المكان. إنه سري، حتى الحكومة لا تعرف عنه، ولو يكتشفونه سيزوره الناس ويصبح مداس.”
“هذا مكان سري إذن” قلت في نفسي “أشعر بأنه مكان خاص جدا، ولكني أغرمت به، خاصة بتلك الإطلالة، سأكتري بيتًا هنا وأعيش فيه. رغم أنه سري، لا أعتقد أنهم سيرفضون كراءه لي، خاصة وأنه يبدو بأنهم يبجلونني.” شعرت أن هذا القرار سيكون بوابتي لحياة مختلفة تمامًا.
وعدتهما بأنه لن يسمع أحد بهذا المكان، إنه لقرار حكيم ألا يسمع به أحد، لأنه يستحق أن يبقى محميا، ولكني استغربت كثيرا كيف وضعا فيا ثقتهما، لماذا أنا الوحيدة المسموح لي بزيارة هذا المكان؟ لماذا هم يجبونني بهذا الشكل من أين يعرفونني؟ لماذا انتظروني ومنذ متى ينتظرونني، أسئلة كانت تتضاربني ولم أعرف لها جوابا.
من أكون انا في العالم الآخر؟
ثم فاجأني الرجل بطلب آخر: “نريدك أن تبقي معنا. درّسي أطفالنا، ودرّسيني أنا أيضًا. نحن بحاجة إلى معرفتك وخبرتك.”
في تلك اللحظة، شعرت بأنني على مفترق طرق. كان هناك شيء في هذا المكان يدعوني للبقاء، وكأنني أنتمي إليه. لكن قبل أن أجيب، سمعت صوت البحر يعلو وكأنه يهمس لي برسالة. بدأت أشعر بأنني أستيقظ ببطء، والمكان يتلاشى.
عندما فتحت عيني، كنت في غرفتي، لكن الحلم كان حقيقيًا بشكل لا يمكن وصفه. كل مسامة من مسامي كانت مشبعة بذلك الحلم، عشته بكلي، كان أكثر واقعية من عالمي الحقيقي، شعرت وكأنني زرت عالمًا موازيًا، وأن هذا المكان موجود في مكان ما، ينتظرني. ظللت أفكر: هل كان هذا مجرد حلم، أم نافذة إلى سر كبير لم اكتشفه بعد؟
“إذا كنت مهتمًا بمعرفة أنواع الأحلام واسرارها، يمكنك قراءة المقال التالي [كيف اعرف انها رؤيا].”
Pingback: حلم غريب في فيلا فاخرة: جريمة قتل مرعبة